الأسرى لا يجدون لهم مكاناً في بيت لحم
التاريخ: 2008-09-05 18:36:21
صمود وتحدى
رفضت بلدية بيت لحم، السماح بوضع مسلة حجرية، في أي مكان في المدينة، تظهر معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مما شكل خدشا في حلم أسير فلسطيني محرر، بتصميم ونصب المسلة، للتذكير بمعاناة زملائه السابقين.
وصاحب فكرة المسلة، هو محمد الحميدي، الذي يشغل الآن منصب الأمين العام للبرلمان الشبابي في بيت لحم، وأمضى أربعة أعوام ونصفا في السجون الإسرائيلية، كانت مؤثرة فيه الى حد كبير، وعبر عن ذلك بإصدار عن تجربة الأسر حمل عنوان (يوميات أسير)، وله كتاب تحت الطبع بعنوان (عاشق الوطن والحرية).
وقال الحميدي عن فكرة المسلة "راودتني الفكرة أثناء وجودي في الأسر، حول عمل شيء، يجسد معاناة الأسرى، وقلت لزميل لي، بأنني سأنفذ مشروع إقامة صرح حول الأسرى، وفوجئت عندما قال لي يائسا: بأنك لن تنجح، ولن يقف معك أحد".
ولكن الحميدي، اخذ الأمر جديا، لدى خروجه من السجن عام 2006، وبدأ يسعى لتنفيذ الفكرة، واتصل مع عدة مؤسسات لتسانده في تنفيذ الفكرة، ولكن كما يقول وجد صدا منها، ويضيف حول ذلك "سمعت من مسؤولي المؤسسات التي لجأت إليها كلاما محبطا، وقالوا لي بان فكرتي خيالية وبعضهم وصفها بأنها نوع من الجنون، ولا ادري لماذا؟".
وبقي الحميدي حاملا للفكرة، حتى انضمامه للبرلمان الشبابي في بيت لحم عام 2008، حيث طرح الفكرة على زملائه كأحد الأنشطة التي يمكن أن يتبنوها، ووجد تشجيعا ودعما من زملائه.
ويروي الحميدي الخطوات الجدية لتنفيذ فكرته "بعد أن تشجع زملائي في البرلمان الشبابي، بدأنا نبحث كيف نخرج الفكرة الى الوجود، وساعدنا زملاء من الطلبة يعملون ليلا في أحد مناشير الحجر، ويدرسون نهارا في الجامعات، وتحدث هؤلاء مع ربحي أبو شقرة صاحب شركة الدوحة للرخام، الذي تشجع للفكرة وتبرع لنا بصخرة طولها 240 سم، وعرضها 140سم، وسمكها 17 سم".
ويضيف الحميدي "بعد توفر الصخرة، اتصلنا بالفنان حسن اللحام، الذي أنجز الرسم الذي سيوضع عليها، وبقيت الخطوة الثالثة، وهي وضع الرسم والكلام على الصخرة بطريقة الحفر، وهذا يكلف 1500 شيقل، جمعناها من الزملاء في البرلمان الشبابي، كتبرعات فردية".
وأصبحت المسلة جاهزة، في المشغل الذي أنجز فيه الحفر، خط عليها من الاعلى "يا دامي العينين والكفين ان الليل زائل، لا غرفة التحقيق باقية ولا زرد السلاسل".
وتحت هذه الابيات الشعرية للراحل محمود درويش، حفر رسم يمثل اسيرا خلف القضبان، يعلو رسما آخر لحمامة طليقة، تحتها مباشرة، ساعة تحمل تعابير تشير الى الزمن في الاسر الذي يبدو وكأنه لا ينتهي، وفي اسفل المسلة خط شعار: الحرية لاسرى الحرية، وخلت المسلة، من اية اشارة حزبية، او فئوية، وحتى من الاشارة للبرلمان الشبابي الذي نفذ الفكرة.
وبعد الإنجاز التام للمسلة، توجه الحميدي كما يقول، لرئيس بلدية بيت لحم الدكتور فكتور بطارسة، الذي رحب بوضع مسلة، تجسد معاناة 11 ألف أسير، من بينهم 1400 يقضون حكما بالمؤبد، 61 منهم من محافظة بيت لحم.
ويقول الحميدي "بعد أن أبدى الدكتور بطارسة، تأييده لوضع المسلة في مدينة بيت لحم، طلب عرض الموضوع على المجلس البلدي، ورفعنا كتابا رسميا للمجلس بتاريخ 26 آب الجاري، طلبنا فيه بوضع المسلة في أي مكان يتم اختياره، ويشكل وضع المسلة فيه، إضافة فنية وجمالية، للمدينة، بالإضافة الى الرسالة التي تحملها المسلة".
ويضيف الحميدي "تلقينا كتابا رسميا من المجلس البلدي مؤرخ في 28 آب، يرفض فيه اعضاء المجلس الفكرة، دون إبداء الأسباب".
ولا يتضمن رد المجلس البلدي، في الكتاب، (توجد نسخة منه في ملف التحرير)، أي إشارة الى سبب الرفض، وهو ما أشعل الغضب لدى الحميدي ورفاقه، خصوصا وان شوارع مدينة بيت لحم مكتظة بتماثيل ومسلات، مقدمة من دول مانحة، وكثير منها لها طابع مغرق في التجريدية، وبدلا من أن تشكل إضافة جمالية للمدينة، تفاقم من الشعور بالازدحام الذي تعاني منه شوارع المدينة.
وتعليقا على رفض المجلس البلدي يقول الحميدي "نحن قدمنا هدية وطنية وجمالية لبلدية بيت لحم، ولا أعرف لماذا رفضوا ذلك، ولماذا يقبلون من غيرنا، وضع تماثيل ومسلات؟، هل السبب أن الجهات المانحة تقدم تبرعات ومنحاً للبلدية؟".
ويضيف الحميدي متسائلا بحسرة "ألا يستحق 11 ألف أسير، يعانون خلف الجدران، من اجل هذا الوطن، مترا من هذا الوطن، لتجسيد معاناتهم؟ أي وطن هذا الذي يتعامل بهذا الاستخفاف مع أبنائه؟".
ويعتبر الحميدي، موقف بلدية بيت لحم غريبا، خاصة أن رفض وضع المسلة غير مبرر، وان المشروع لن يكلف البلدية، أي أعباء مادية إضافية، ويقول "مشروع المسلة وغيره من مشاريع مشابهة، كإقامة صروح للشهداء، ربما كان من مهام المؤسسات التمثيلية كالبلديات".
ورغم أن رفض البلدية، لفكرة الحميدي وزملائه، أشعرته بالإحباط، إلا انه يقول بان الأمر لم ينته ويضيف "سنتابع الموضوع، وسنحاول مع البلدية بكل الطرق القانونية، والاحتجاجات السلمية لنجد مكانا نضع فيه هذه المسلة، وفي حال فشل الموضوع، سنطرح القضية للرأي العام، وأهالي الأسرى، وربما نلجأ لتنظيم اعتصامات واحتجاجات، حتى نأخذ موافقة البلدية على نصب مسلة الأسرى، احتراما لم قدموا اجمل سنواتهم من أجلنا".
** الحياة الجديدة
التاريخ: 2008-09-05 18:36:21
صمود وتحدى
رفضت بلدية بيت لحم، السماح بوضع مسلة حجرية، في أي مكان في المدينة، تظهر معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مما شكل خدشا في حلم أسير فلسطيني محرر، بتصميم ونصب المسلة، للتذكير بمعاناة زملائه السابقين.
وصاحب فكرة المسلة، هو محمد الحميدي، الذي يشغل الآن منصب الأمين العام للبرلمان الشبابي في بيت لحم، وأمضى أربعة أعوام ونصفا في السجون الإسرائيلية، كانت مؤثرة فيه الى حد كبير، وعبر عن ذلك بإصدار عن تجربة الأسر حمل عنوان (يوميات أسير)، وله كتاب تحت الطبع بعنوان (عاشق الوطن والحرية).
وقال الحميدي عن فكرة المسلة "راودتني الفكرة أثناء وجودي في الأسر، حول عمل شيء، يجسد معاناة الأسرى، وقلت لزميل لي، بأنني سأنفذ مشروع إقامة صرح حول الأسرى، وفوجئت عندما قال لي يائسا: بأنك لن تنجح، ولن يقف معك أحد".
ولكن الحميدي، اخذ الأمر جديا، لدى خروجه من السجن عام 2006، وبدأ يسعى لتنفيذ الفكرة، واتصل مع عدة مؤسسات لتسانده في تنفيذ الفكرة، ولكن كما يقول وجد صدا منها، ويضيف حول ذلك "سمعت من مسؤولي المؤسسات التي لجأت إليها كلاما محبطا، وقالوا لي بان فكرتي خيالية وبعضهم وصفها بأنها نوع من الجنون، ولا ادري لماذا؟".
وبقي الحميدي حاملا للفكرة، حتى انضمامه للبرلمان الشبابي في بيت لحم عام 2008، حيث طرح الفكرة على زملائه كأحد الأنشطة التي يمكن أن يتبنوها، ووجد تشجيعا ودعما من زملائه.
ويروي الحميدي الخطوات الجدية لتنفيذ فكرته "بعد أن تشجع زملائي في البرلمان الشبابي، بدأنا نبحث كيف نخرج الفكرة الى الوجود، وساعدنا زملاء من الطلبة يعملون ليلا في أحد مناشير الحجر، ويدرسون نهارا في الجامعات، وتحدث هؤلاء مع ربحي أبو شقرة صاحب شركة الدوحة للرخام، الذي تشجع للفكرة وتبرع لنا بصخرة طولها 240 سم، وعرضها 140سم، وسمكها 17 سم".
ويضيف الحميدي "بعد توفر الصخرة، اتصلنا بالفنان حسن اللحام، الذي أنجز الرسم الذي سيوضع عليها، وبقيت الخطوة الثالثة، وهي وضع الرسم والكلام على الصخرة بطريقة الحفر، وهذا يكلف 1500 شيقل، جمعناها من الزملاء في البرلمان الشبابي، كتبرعات فردية".
وأصبحت المسلة جاهزة، في المشغل الذي أنجز فيه الحفر، خط عليها من الاعلى "يا دامي العينين والكفين ان الليل زائل، لا غرفة التحقيق باقية ولا زرد السلاسل".
وتحت هذه الابيات الشعرية للراحل محمود درويش، حفر رسم يمثل اسيرا خلف القضبان، يعلو رسما آخر لحمامة طليقة، تحتها مباشرة، ساعة تحمل تعابير تشير الى الزمن في الاسر الذي يبدو وكأنه لا ينتهي، وفي اسفل المسلة خط شعار: الحرية لاسرى الحرية، وخلت المسلة، من اية اشارة حزبية، او فئوية، وحتى من الاشارة للبرلمان الشبابي الذي نفذ الفكرة.
وبعد الإنجاز التام للمسلة، توجه الحميدي كما يقول، لرئيس بلدية بيت لحم الدكتور فكتور بطارسة، الذي رحب بوضع مسلة، تجسد معاناة 11 ألف أسير، من بينهم 1400 يقضون حكما بالمؤبد، 61 منهم من محافظة بيت لحم.
ويقول الحميدي "بعد أن أبدى الدكتور بطارسة، تأييده لوضع المسلة في مدينة بيت لحم، طلب عرض الموضوع على المجلس البلدي، ورفعنا كتابا رسميا للمجلس بتاريخ 26 آب الجاري، طلبنا فيه بوضع المسلة في أي مكان يتم اختياره، ويشكل وضع المسلة فيه، إضافة فنية وجمالية، للمدينة، بالإضافة الى الرسالة التي تحملها المسلة".
ويضيف الحميدي "تلقينا كتابا رسميا من المجلس البلدي مؤرخ في 28 آب، يرفض فيه اعضاء المجلس الفكرة، دون إبداء الأسباب".
ولا يتضمن رد المجلس البلدي، في الكتاب، (توجد نسخة منه في ملف التحرير)، أي إشارة الى سبب الرفض، وهو ما أشعل الغضب لدى الحميدي ورفاقه، خصوصا وان شوارع مدينة بيت لحم مكتظة بتماثيل ومسلات، مقدمة من دول مانحة، وكثير منها لها طابع مغرق في التجريدية، وبدلا من أن تشكل إضافة جمالية للمدينة، تفاقم من الشعور بالازدحام الذي تعاني منه شوارع المدينة.
وتعليقا على رفض المجلس البلدي يقول الحميدي "نحن قدمنا هدية وطنية وجمالية لبلدية بيت لحم، ولا أعرف لماذا رفضوا ذلك، ولماذا يقبلون من غيرنا، وضع تماثيل ومسلات؟، هل السبب أن الجهات المانحة تقدم تبرعات ومنحاً للبلدية؟".
ويضيف الحميدي متسائلا بحسرة "ألا يستحق 11 ألف أسير، يعانون خلف الجدران، من اجل هذا الوطن، مترا من هذا الوطن، لتجسيد معاناتهم؟ أي وطن هذا الذي يتعامل بهذا الاستخفاف مع أبنائه؟".
ويعتبر الحميدي، موقف بلدية بيت لحم غريبا، خاصة أن رفض وضع المسلة غير مبرر، وان المشروع لن يكلف البلدية، أي أعباء مادية إضافية، ويقول "مشروع المسلة وغيره من مشاريع مشابهة، كإقامة صروح للشهداء، ربما كان من مهام المؤسسات التمثيلية كالبلديات".
ورغم أن رفض البلدية، لفكرة الحميدي وزملائه، أشعرته بالإحباط، إلا انه يقول بان الأمر لم ينته ويضيف "سنتابع الموضوع، وسنحاول مع البلدية بكل الطرق القانونية، والاحتجاجات السلمية لنجد مكانا نضع فيه هذه المسلة، وفي حال فشل الموضوع، سنطرح القضية للرأي العام، وأهالي الأسرى، وربما نلجأ لتنظيم اعتصامات واحتجاجات، حتى نأخذ موافقة البلدية على نصب مسلة الأسرى، احتراما لم قدموا اجمل سنواتهم من أجلنا".
** الحياة الجديدة
الخميس نوفمبر 04, 2010 6:41 am من طرف مهنديان
» تحميل برنامج لكشف المخفي في الياهو ماسنجر BuddyCheck + crack +السريال+الشرح
الخميس نوفمبر 04, 2010 6:39 am من طرف مهنديان
» الاسلحة المستخدمة في حرب غزة .....
الإثنين ديسمبر 21, 2009 4:46 pm من طرف عوني نعيم
» عندماااااااا......
الخميس أكتوبر 01, 2009 9:58 am من طرف soso55
» كيفيه التسجيل لدينا °~*§¦§ منتدياتـــ عشاقـــ فلسطينــ ـ§¦§*~°
الإثنين سبتمبر 28, 2009 1:46 pm من طرف عاشق*الرووح
» احلا تحيه ل "fatmaassen" الكل يحييها ؟
الأحد سبتمبر 27, 2009 8:06 am من طرف abeer
» تحميل ريل بلير 11 رابط مباشر
الأحد سبتمبر 27, 2009 7:11 am من طرف nargs
» Windows XP SP3 Media Center 2010 Super MultiBootable v3.6 September 2009
الأحد سبتمبر 27, 2009 7:05 am من طرف عاشقه فلسطين
» messenger plus تحميل من رابط مباشر
الأحد سبتمبر 27, 2009 6:31 am من طرف عاشق*الرووح